السبت، 9 أكتوبر 2010

معلمنا العلامة: حسين علي محمد‏.. الأعلام لا تموت أبدًا‏..‏!

غريب ألا نجد الكلمات عندما يرحل الأحباء‏..‏ والأغرب منه ألا تعبر هذه الكلمات عندما نقولها عند الرحيل عما يجيش في صدورنا ويختلج في نفوسنا من أحاسيس ومشاعر هي مزيج من الفرقة والضياع والخوف من المجهول‏..‏ ونسأل أنفسنا‏:‏ لماذا لا نقول لمن نحب ومن ندين له بالفضل كله‏:‏ إننا نحبك‏..‏ وإننا نريدك‏..‏ وأنك النبات الحسن في روضتنا وأنك تدفئ قلوبنا ونفوسنا وعقولنا‏..‏ لماذا لا نقول هذا الكلام لأحبائنا وهم بيننا‏..‏ لماذا نحرمهم من هذا الكلام الجميل ولا نقوله لهم إلا عندما يرحلون عنا‏..‏؟!هذه رسالة نكتبها لك باسمك الذي نحبه مجردًا‏..‏ وأنت في عالم الزهور والرياحين والفراشات والعصافير الخضر‏..‏ عالم السلام والسكن والسكينة‏..‏ عالم بلا ألقاب وبلا أحقاد وبلا ضغائن‏..‏ وبلا نعوت‏..‏!
أكتب إليك هذه الرسالة في صفحتك‏..‏ الصفحة الثالثة التي ملكتها وخلقتها وأصبحت مسجلة في كتاب الأدب والنقد والشعر والثقافة عمومًا باسمك أنت وحدك‏..‏ورحل عن عالمنا الي رحاب الله‏,‏ أستاذ عظيم‏,‏ وأب عظيم‏,‏ وصديق عظيم‏,‏ وإنسان عظيم‏,‏ هو الشاعر الرقيق، وأستاذالنقد الأدبي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، رحمه الله ..‏..‏ وهكذا يختطف الموت من بيننا الأحباء الأعزاء‏,‏ وما أقسي وأصعب فراقهم‏,‏ وسبحان من له الدوام‏.‏.‏ كان د . حسين علي محمد، أستاذا عظيما‏..‏ تعلّمت منه الكثير‏,‏ الذي قدمه لنا بكل المحبة والإخلاص‏,‏ بكل تواضع الأساتذة الكبار‏,‏ فكان له نعم الأثر في حياتنا الثقافية,‏ علي امتداد ما يزيد علي الأربعين عامًا‏,‏ غرس خلالها في عقولنا وقلوبنا حب العمل والإخلاص‏,‏ ودقة الأداء‏,‏ وقيمة الالتزام‏,‏ ومبادئ وأخلاقيات المهنة السامية‏,‏ فكان نتاج كل ذلك عشقًا للإبداع الأصيل والملتزم‏,‏ ملأ نفوسنا وعقولنا‏,‏ وسري في عروقنا كالدم في الجسد يبعث فيه الحياة دوما‏,‏ وسوف نظل إلى ما شاء الله‏,‏ نسعى جاهدين للسير علي دربه‏,‏ بغرسه في نفوس وعقول أبنائنا من الأجيال الجديدة‏..هذه رسالة كنا نتمنى أن تقرأها وأنت بيننا شامخًا مرفوع الرأس‏..‏، لا أعرف هل يصل إليك كلامنا وأنت الآن في مقعد صدق عند مليك مقتدر‏..‏ لا أحد يعرف الجواب‏..‏ لأن لا أحد ممن ذهبوا قد عاد‏..‏كنا نذهب ونروح ونجيء ونعود وأنت باق بيننا‏..‏ الكل يذهب ويعود ولكن الهرم وحده هو الذي يبقي‏..‏ هكذا كان شعورنا بك‏..‏ !!تأخذنا الأيام منك وتبعدك الحياة عنا‏..‏ ولكننا نشعر أنك موجود‏..‏ تشعر بنا وتعيش فرحنا وتتألم لآلامنا‏..‏ قد نغيب عنك‏..‏ ولكننا دائما في فكرك‏..‏ في عقلك‏..‏ في قلبك الكبير‏..‏!ولكنك هذه المرة خلفت المواعيد وفردت شراعك ونفخت فيه من روحك وأبحرت في نهر بلا عودة‏..‏!عزيزنا د. حسين علي محمد‏:‏ مازالت شمسك مشرقة ومازلنا جذورك وزهورك ورياحينك التي زرعتها في الأرض‏..‏ ها نحن نغمس أقلامنا في دمعنا ونقول لمن رحل عنا دون كلمة وداع ما قاله أحمد شوقي‏:‏مولاي وروحي في يده‏..‏ قد علمها سلمت يده‏..‏ناقوس القلب يدق له‏..‏ وحنايا الأضلع مرقده‏..‏عزيزنا الدكتور حسين علي محمد ‏:‏ نم هانئًا وتأكَّد أن كثيرًا من الرجال في هذا الزمان قد يصبح بقاؤهم رحيلا‏..‏ وقليل من الرجال أمثالك يصبح رحيلهم بقاءً وخلودًا‏..‏ فالأقلام النبيلة لا تموت أبدا‏..‏ ولكن فقط يجف منها المداد‏..‏!
‏..‏ ويا أستاذنا الجميل‏..‏ العظيم د. حسين علي محمد‏..‏ من قلوبنا ندعو الله سبحانه وتعالي لك بالرحمة الواسعة وجنات النعيم‏,‏ وسوف نفتقدك دوما‏,‏ فلك في نفوسنا قدر غير محدود من الود والحب‏,‏ ومن التقدير والاحترام‏,‏ ونسألك ربنا أن تلهم أسرته وتلهمنا الصبر الجميل‏,‏ ووداعا نجم النجوم وأستاذ الأساتذة ‏,‏ والي لقاء مكتوب موعده عنده سبحانه وتعالى‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق