الثلاثاء، 31 مارس 2015

سر مصري عمره 7 آلاف عام !!

د. محمد عبيد غباش

مات العشرات من المصريين قبل أيام في حادث غرق سفينة في النيل. وكثرة مثل هذه الحوادث في مصر وعدم محاسبة الجناة تستحضر قولاً لأبي الطيب المتنبي حين هجا كافور الإخشيدي يختزل الحالة: نامت نواطير مصر عن ثعالبها..!

لكن السياق الذي قال فيه الشاعر قصيدته يقلب نظام المحاسبة رأساً على عقب, إذ كان يرى أهل مصر كحراس غافلين عن واجب الحراسة ضد حاكم ثعلب مثل كافور. أهي ديمقراطية سابقة لزمنها بألف عام؟

إذا نحن يمّمنا وجهتنا شمالاً نحو أمريكا وأوروبا سنلاحظ أن أي تغير على الاقتصاد مهما كان طفيفاً يثير الكثير من القلق. فإذا ارتفعت الفائدة واحد بالمائة على سبيل المثال بادر المحللون الاقتصاديون إلى قرع أجراس الإنذار عالياً خوفاً من خطر الكساد ويلحقهم كتاب السياسة منذرين بخطر الأزمة الاجتماعية المرتقبة على فرص الحزب الحاكم في الانتخابات التالية..!

في لبنان وبرغم الربيع الديمقراطي، هناك شتاء اجتماعي كئيب يعصف بأغلب الناس, فهم يجأرون بالشكوى من التدهور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد ومن جوع تعاني منه الطبقات الاجتماعية الفقيرة، ومن ضيق عيش عند الطبقات الوسطى يدفع أبناءها وبناتها للهجرة. مع ذلك فهناك فرص عمل كثيرة في لبنان, لكن تدني أجورها يجعل اللبنانيين يتركونها لضيوفهم من سري لانكا وسوريا ومصر. من مصر نفسها التي تشكك في صدقية هستيريا الأمريكيين والأوروبيين تجاه التقلبات الطفيفة في اقتصادهم… وهي تعطي الدروس للبنانيين وكل العرب في كيفية التعامل مع سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية..!

المصريون في غالبيتهم الساحقة -فلاحون وأهل مدن- يعيشون بؤساً خالصاً الآن ومنذ أزمنة بعيدة، ربما منذ آلاف السنين. أجدادهم وآباؤهم وصولاً إلى الجيل الراهن كانوا يموتون بالآلاف في بناء مقابر ملوكهم، في حروب عبثية، في أوبئة لا حصر لها، في سجون طغاتهم، في قطارات تحترق وسفن تغرق ومبان تنهار على أهلها لأن مواد بنائها مغشوشة. المصريون يموتون بسهولة ويعانون باستمرار حتى أمست المعاناة شيئاً عادياً. برغم ذلك كله هم يستقبلون كل يوم بفخر واعتزاز غير معقولين: “نحنا اللي خرمنا التعريفة ودهنّا الهواء دوكو”..!

قال عنهم عمرو بن العاص: إن نساءهم لعب، وبلادهم لمن غلب، يجمعهم الطبل وتفرقهم العصا. فسّر الغزاة والفاتحون النفسية المصرية بأنها خاضعة مطواعة, ولم يفهموا أن وراء رقة الطبع الظاهرة هناك صلابة جعلتهم يستمرون بالوجود لأكثر من 5 آلاف عام فيما غزاتهم شدوا الرحال أو ذابوا في مصر. وحين وقّعوا معاهدة الصلح مع إسرائيل اتهم كثير من العرب المصريين بأنهم متخاذلون, وأنهم خانوا عروبتهم وإسلامهم. لكنهم -وبرغم غضبهم للاتّهام- كانوا لا يملون من تذكير مجادليهم بصبر: لقد استرجعنا سيناء. لقد حفظنا حياة أبنائنا من الموت. لقد جنبنا أنفسنا المزيد من الإنفاق على التسابق الحربي مع إسرائيل. لقد ضمنّا معونات ضخمة من أمريكا… لقد… لقد…!

برغم بؤس مصر الهائل الذي تكشفه الإحصاءات والتقارير المختلفة إلا أنها بلد تمتلك ثروات حقيقية. فالزراعة في رأي أكثر المختصين كفيلة بمفردها بإخراج مصر من أزماتها، فهي تتمتع بالقدرة على تنويع المحاصيل وعلى استزراع وحصد أراضيها مراراً في العام الواحد, وهي ميزة نادرة في العالم بالنظر إلى الطقس المعتدل والخصوبة الكبيرة لتربتها, وفوق ذلك كله بسبب نهرها الذي لا يمل المصريون من وصفه بأنه خالد. والسياحة قد تكون هي النشاط الذي يمكن أن يطلق عملية التحليق الاقتصادي الذي طال انتظار المصريين له بسبب سياسات الحكومات المصرية المتعاقبة, وحديثاً بسبب عمليات العنف ضد السائحين الأجانب. لو تيسّر لمصر إدارة كفؤة لقطاعي الزراعة والسياحة لما عري أو جاع ابن من أبنائها ولا اضطر للهجرة طلباً للعمل..!

لكن الثروة الأعظم في مصر تتمثل في أهلها وليس في أرضها أو معالمها السياحية. إذا دققنا سوف لن نلقى يداً عاملة متميزة بشكل أكبر من دول مشابهة من دول العالم, فلا التعليم المصري نجح في تمكين الأجيال الجديدة من نيل المعارف والمهارات الحديثة, بل على العكس من ذلك, فمخصصات التعليم عاجزة عن تلبية الحدود الدنيا، والرعاية الصحية المختلة لا تجعل شعب مصر صحيح الجسم حقاً، فهناك سوء تغذية وهناك استيطان لأمراض خطيرة مثل التهاب الكبد...!

رأس مال المصري الحقيقي ليس تعليمه ولا مستواه الصحي, هو شيء مختبئ في تلافيف دماغه: رؤية خاصة للحياة، فلسفة معينة يتميّز بها المصري عن غيره تجعله بقدرة قادر يتعايش مع أسوأ الظروف وأصعبها. لو وضع الأمريكيون والأوروبيون في ظروف حياة المصريين لما احتملوا العيش, ولهاجروا فوراً, ولو تعذّر ذلك لانتحر كثير منهم..!

ثروة المصريين هي ثقاف خاصة تحتوي على الكثير من الصبر والتقشف، أو هي بالأحرى تجعل التقشف فضيلة, لأن الترف مستحيل، وهي ثقافة خلاقة تمكن ربة البيت من تحويل موارد زهيدة لطعام يقيم أود الأسرة على امتداد الشهر كله ويوفر الملابس الكافية لها أيضًا…!

ثقافة التقشّف المصرية هي شيء مناقض للاستهلاك الشره الذي يفتك بالعديد من مجتمعاتنا العربية, والذي يدفع الناس لإبدال هواتفهم النقالة كل بضعة أشهر ولاقتناء المزيد من الملابس بينما ملابس جديدة غيرها لم يتم ارتدائها بعد..!


الذي حفظ مصر في وجه الغزاة لم يكن جيشها, والذي جعلها تقاوم طغيان حكامها لم يكونوا ثوارها أو مصلحوها؛ ما جعلها تصمد هو صبرها الأزلي على الأذى وعلى الفقر وتكيّفها مع أقسى الظروف, وهي نجحت في ذلك كله لأن أبناءها لم يسمحوا لأنفسهم أن يغوصوا في كآبة مدمرة. المصريون كانوا متفائلين باستمرار حتى وهم تحت الاحتلال أو الهزائم أو الطاعون أو الطغيان… والذي جعل مصر مستمرة برغم كل شيء هو قدرتها على أن تسخر من حكامها وجلاديها وأن تملك الشجاعة أن تضحك, وهي تجوع, على نفسها أيضًا..!

لو أقسم على الله لأبرَّه ..!

  

     د.عبدالهادى مصباح    ٤/ ١١/ ٢٠٠٧   المصري اليوم 

كان عبدالله بن المبارك من السلف الصالحين، ومن أفضل رواة الحديث وإمام أهل السنة في خراسان، وكان ابن المبارك من الربانيين في العلم، الموصوفين بالحفظ، والمذكورين بالكرم والزهد، قال عنه ابن حنبل: لم يكن أحد في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه، وقال عنه سفيان بن عيينة: ما رأيت للصحابة فضلاً على ابن المبارك إلا بصحبتهم للنبي «ﷺ»، وكان يحج عاما وينفق على أصحابه من الفقراء والمساكين أثناء رحلتهم للحج، ويخرج للجهاد في سبيل الله في العام الذي يليه، وكان ابن المبارك من الأثرياء، فقد كان ينفق على الفقراء في كل عام أكثر من مائة ألف درهم في بلاد مختلفة، وحين عوتب على أنه يفرق أمواله في البلدان المختلفة ولا يخص بها أهل بلده قال:

إنني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق في طلب الحديث فأحسنوه، وقد احتاجوا، فإن تركناهم ضاع علمهم، وإن أعناهم بنوا علمهم لأمة محمد «ﷺ»، ولا أعلم بعد النبوة أفضل من طلب العلم، هكذا فهم ابن المبارك العالم الزاهد الوظيفة الحقيقية للمال في الحياة الدنيا، وقدر قيمة العلم والعلماء للإسلام والمسلمين.


وسئل ابن المبارك عن الكبر فقال: أن تزدري الناس، وسئل عن العجب فقال: أن تري أن عندك شيئا ليس عند غيرك، وسئل عن خير ما أُعطي الإنسان فقال: غريزة عقل، ثم ظل يسأل: فإن لم يكن؟ فأجاب: حسن أدب، فإن لم يكن؟ أجاب: أخ شقيق تستشيره، فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل، فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل، وكان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته فقيل له ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي «صلي الله علىه وسلم» وأصحابه.


ومع وجود كل هذه الصفات والخصال في ابن المبارك التي تجعله في مصاف أولياء الله الصالحين، فإننا نراه في قصة توضح لنا تواضع العلماء وإيمانهم السلوكي الذي يتعدي القول إلى  الفعل من خلال القصة التإلى ة: يروي أن المطر تأخر نزوله حتي أوشكت الأرض على الجفاف، فهب المسلمون ليصلوا صلاة الاستسقاء في المسجد الحرام وكان من بينهم عبدالله بن المبارك، وانصرف المسلمون من المسجد بعد الصلاة ولم يكن في السماء سحابة واحدة تبشر بنزول المطر، وتأخر عبدالله في المسجد وبينما هو منصرف مع المنصرفين لمح غلاماً أسود يرتدي قطعتين من الخيش ائتزر بإحداهما، ووضع الأخري على كتفه..

 ويروي ابن المبارك لصاحبيه ما حدث قائلاً: فكأنما تعلقت به عيناي فلم أستطع أن أصرفهما عنه، فرأيته ينسل من بين صفوف الناس متجهاً نحو الكعبة، فتبعته دون أن أدري لماذا تبعته، وأخذت أطوف مع الطائفين خلفه، وفجأة انتقل إلى  أحد الأركان فانتبذ له مكاناً خفياً وأنا أرقبه دون أن يشعر بي، ثم أخذ يرفع يديه داعياً الله فسمعته يقول: إلهي.. ما كنت أدعوك لولا رقة غلبتني على عبادك هؤلاء الذين خرجوا يستسقونك بألسنتهم، وهم يحملون في قلوبهم ما من أجله منعت عنا غيث السماء،

 اللهم إن اغترارهم بحلمك، ورجاءهم في رحمتك قد أنسياهم الخوف من غضبك وعذابك، اللهم فاجعل هذا لهم لا علىهم، يا واسع الرحمة.. يا غنياً عن العالمين يإ إلهي.. إني ما دعوتك يوماً لنفسي إلا استجبت لي فضلاً منك وكرماً، وهاأنذا أدعوك إلى وم لعبادك هؤلاء من أمة نبيك وحبيبك محمد «صلي الله علىه وسلم»، فإن لم تستجب لي خشيت على نفسي من الاغترار بأنك اصطفيتني وحدي عبداً لك من دونهم أجمعين.. إلهي..يا حليماً ذا أناة، يا من لا يعرف عباده منه إلا الجميل، إن كنت تحبني كما أحبك فاسقهم الساعة..الساعة، ولم يكد يردد الغلام كلمة الساعة حتي تجلت السماء علىه بالغمام، وهطل المطر غزيراً،

 ولم يستطع عبدالله بن المبارك - العالم الورع الزاهد الذي تتحدث بعلمه وتقواه الأمم - أن يملك دموعه آنذاك، فأخذ يبكي حتي استمع الغلام إلى  بكائه ونحيبه، فالتفت وراءه فرآه، فلم يلبث أن انتفض مذعوراً كأن عقرباً قد لدغه، وانطلق يعدو مسرعاً حتي خرج من المسجد، وتبعه ابن المبارك من على البعد حتي علم أنه غلام لتاجر كبير يدعي عبدالمولي المدني، وأن اسمه ميمون، فعرض علىه أن يشتريه، فأخبره التاجر أنه غلام صالح لا يصلي إلا في الكعبة، ولكنه ضعيف لا يصلح ولا يقدر على شيء، ولكنه فقط يتبرك به،

فرد علىه ابن المبارك: لا بأس فأنا لا أريد منه خدمة ولا منفعة، وأضاف التاجر يصارحه: وهو على الرغم من صلاحه، إلا أنه عبد شهواني فيم يتعلق بالنساء، ولا يؤتمن على الحرمات، فلما بدت الدهشة على وجه ابن المبارك، قال له التاجر: إن شئت دعوت لك الجارية السوداء «زيتونة» التي دأب على مراودتها عن نفسها حتي شكته إلى ، وانتابت الدهشة ابن المبارك وصمم على معرفة تفاصيل قصة هذا الغلام ميمون، وهي التي سوف نسردها إن شاء الله في المقال القادم.

دهش الإمام العالم عبد الله بن المبارك ولم يصدق ما قاله له التاجر مالك العبد ميمون من أنه عبداً شهوانياً فيم يتعلق بالنساء ، ولا يؤتمن على الحرمات ،وقد دأب على مراودة الجارية السوادء " زيتونة" عن نفسها حتى شكته إلى ه، وتحير بن المبارك إذ كيف يكون ذلك وقد رأي بعينيه وسمع بأذنيه ما لميمون من كرامة عند ربه فقد استجاب الله عز وجل لدعائه في الكعبة في التو واللحظة وسقط المطر بمجرد أن انتهى من الدعاء ؟!

ولم يصدِّق ابن المبارك هذا الكلام عن الغلام واعتقد أن في الأمر شيء ، وصمم على شراء الغلام بعشرين دينار كما طلب صاحبه .

وفي الطريق سأله ميمون عندما رأى فرحته بشرائه : سيدي .. ما حملك على شرائي وأنا ضعيف البدن كما ترى لا أطيق الخدمة ، وقد كان لك في غيري سعة ؟

فأجابه ابن المبارك : بل أنت أخي يا ميون ، وأنا لن استخدمك ، وسأشتري لك منزلا ، وأزوجك وأخدمك أنا بنفسي ! فبكى ميمون قائلا : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وظل يرددها قائلا : لم تفعل هذا إلا وقد عرفت سري فأخبرني بالله علىك ماذا عرفت عني ؟ فرد ابن المبارك : عرفت أنك مجاب الدعاء ، فسأله ميمون : هل سمعت دعائي أمس في المسجد الحرام ؟ فرد ابن المبارك : نعم ، فسأله ميمون: وإلى أين أنت ماض بي الآن ؟ فرد ابن المبارك : إلى بيت الفضل بن عياض وهناك موجود معه سفيان بن عيينه ، فسأله " ميمون ": وهل أطلعتها على سري ؟ فأجاب ابن المبارك : بل أخبرتهما بسر الله فيك ، فرد ميمون ، سامحك الله .. وطلب منه أن يدخلا المسجد الحرام أولا لكي يصلي ميمون ركعتان علىه من البارحة ، وبعد أن انتهى ميمون ، طلب منه ابن المبارك أن يقوما إلى دار الفضل لأنه ينتظرهما ، فرد ميمون : يا سيدي .. ينتظرني هنا أمر أكبر من لقاء الفضيل، فهل لك أن تحتسب العشرين دينار التي دفعتها ثمنًا لي؟

فسأله ابن المبارك : تعني أنك تريد مني أن أعتقك ؟ فرد ميمون : كلا يا سيدي فسيمنعني الله عنك، فاندهش ابن المبارك وسأله : ماذا تعني ؟ فرد ميمون: الانصراف !  فسأله ابن المبارك في استغراب :إلى أين؟ رد ميمون : إلى الآخرة.. الساعة، فقال له ابن المبارك : كلا .. كلا لا تفعل يا ميمون .. دعني أُسر قليلا بك.. وأستمد من نورك .. وأنل من بركاتك ، ورد علىه ميمون : لا مناص يا سيدي.. فما عدت أحتمل الحياة .. إنما كانت تطيب لي الحياة حيث المعاملة سر  بيني وبين ربي سبحانه وتعالى ، فأما إذا ما اطلعت علىها أنت وصاحباك ، فسوف يطلع علىها غيركم ، ولا حاجة لي في ذلك .

وهنا طلب ابن المبارك منه أن يخبره عن الطريق الذي سلكه إلى الله لكي يصل إلى ما وصل إليهمن كرامة ، فقال ميمون: غادرت البصرة دون أن يعلم ابي أو أحد من أهلي وحللت مكة فاتفقت مع رجل من أهلها، فزعم أني عبده ، وباعني للتاجر الذي اشتريتني منه، واندهش ابن المبارك وسأله لماذا فعلت ذلك ؟ فأجاب : لأقهر نفسي وأذيقها المذلة والهوان، ولكي لا أعبأ بالدنيا، وأكون من الثلاثة الذين يدخلون الجنة أول الناس كما جاء في الحديث الشريف وهم : الشهيد ،وعبد مملوك لم تشغله الدنيا عن طاعة ربه، وفقير ذو عيال، ويكمل ميمون: ولما سمعت هذا الحديث وأنا في البصرة قلت : لأكون أنا العبد المملوك الذي لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه ، وقد تحملت من سيدي في البداية ألواناً من المتاعب والمشاق ،وصنوفا من المحن  التي كابدتها صابرا محتسبا غير متبرم ولا متضجر لوجه الله تعالى ، ولما سأله ابن المبارك عن مراودته للجارية السوداء ، أجاب ميمون : كانت محنتي هذه هي مفتاح الصلة بيني وبين الله عز وجل ، فقد ذلل لي بعدها كل صعب ، وانكشف لي بعدها كل حجاب  فقد كنت أنا وميمونة وحدنا في حجرتها في نصف الليل والجميع نيام ، وراودتني عن نفسها ،  فقلت لها إنني أخشى الحي الذي لا ينام .. استري نفسك يا زيتونة – وكان ذلك إسمها – واعلمي أني لن آتي الحرام أبدا ولو قطعتني قطعا ، فهددتني وأقسمت إن لم أستجب لها لتقولن لسيدها إنني قد راودتها عن نفسها ، فقلت لها :افعلى ما شئت ففعلت ، فاندهش ابن المبارك وسأله : ولكن لماذا اعترفت على نفسك ولم تكذب الجارية ؟ فرد ميمون أردت أن أصون سمعتها وعرضها عسى أن تهتدي في النهاية إلى طريق الله ، فسأله ابن المبارك: أتصون سمعتها وتلوث سمعتك ؟ فأجابه ميمون: أردت بذلك وجه الله تعالى الستار جل وعلا ، فكان ذلك مفتاح القرب منه والوصول إلى ه، والآن .. دعني يا سيدي أمضي إلى ما أنا ماض إليه، ثم قام فصلى ركعتين خفيفتين كأنها صلاة الوداع ، ثم اضطجع على الأرض جاعلا وجهه تجاه الكعبة وهو يقول : إلهي .. كما كشفت إلى وم سري للناس ، فاسترني بلقائك.. إلهي.. إن كنت تحبني بعد كما أحبك ، فاقبضني إليك الساعة .. الساعة.. الساعة.


ويروى ابن المبارك : فدنوت منه وحركته ، فإذا هو قد مات ..
إنا لله وإنا إليه راجعون. وصدق رسول اللهﷺ إذ يقول : رب أشعث أغبر .. لو أقسم على الله لأبره ".

الاثنين، 30 مارس 2015

ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ؟


ﺱ 1 : ﻣﺎ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ التي ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻤﻦ ﻗﺮأﻫﺎ؟
ﺝ 1 :   ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.

ﺱ 2 : ﻣﺎ   ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺼﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ؟
ﺝ 2 : ﻫﻦ ﺃﻭﻝ ﻋﺸﺮ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ.


ﺱ 3 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ؟
ﺝ 3 : ﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﺛﺮ.


ﺱ 4 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺳﻨﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ؟
ﺝ 4 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.


ﺱ 5 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ؟
ﺝ 5 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ.


ﺱ 6 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻳﻴﻦ؟
ﺝ 6 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻒ .


ﺱ 7 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺩﻳﻊ؟
ﺝ 7 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺼﺮ.


ﺱ 8 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ؟
ﺝ 8 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .


ﺱ 9 : ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ؟
ﺝ 9 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ.


ﺱ 10 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﻛﻞ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟
ﺝ 10 : ﻫﻲ ﺃﺧﺮ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﺢ.


ﺱ 11 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ؟
ﺝ 11 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻼﻕ .


ﺱ 12 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ؟
ﺝ 12 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ.


ﺱ 13 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﻨﺠﻴﺔ ؟
ﺝ 13 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ (ﺗﺒﺎﺭﻙ).


ﺱ 14 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ؟
ﺝ 14 : ﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻭﺍ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ).


ﺱ 15 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻤُﺴﺒﺤﺎﺕ؟
ﺝ 15 : ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺘﺴﺒﻴﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻲ : ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮ ﻭﺍﻟﺼﻒ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﺎﺑﻦ ﻭﺍﻷﻋﻠﻰ .


ﺱ 16 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺃﺧﺖ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺘﻴﻦ؟
ﺝ 16 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ .


ﺱ 17 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ؟
ﺝ 17 : ﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻟﺰﻟﺔ.


ﺱ 18 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآله ﻭﺳﻠﻢ : ﻣﻦ ﺳﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻠﻴﻘﺮﺃﻫﺎ؟


ﺝ 18 : ﻫﻲ ﺳﻮﺭ : ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﺮ-ﺍﻻﻧﻔﻄﺎﺭ- ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ.


نصيحة : استمر في ارسالھا فهي صدقة جارية.. َ تضيء نور لك في قبرك..!

طريقة سهلة ومفيدة لمعرفة عدد السور المكية والمدنية..!



معلوم أن عدد آيات سورة البقرة (286) آية
هذا الرقم مكون من ثلاثة أرقام وهي 286
إذا حذفنا رقم 2 يصبح الباقي من الأرقام 86
وهي عدد السور المكية
وإذا حذفنا رقم 6 يصبح الباقي من الأرقام 28
وهي عدد السور المدنية
وإذا جمعنا العدد 86 مع العدد 28 يصبح الناتج 114 وهي عدد سور القرآن
عرفنا مما سبق الآتي :
عدد آيات سورة البقرة 286
عدد السور المكية 86
عدد السور المدنية 28
عدد سور القرآن 114
( أكيد لن تنسوا هذه المعلومات )
كيف تعرف رقم بداية الصفحة
لكل جزء من القرآن الكريم
سؤال:  
ما رقم الصفحة التي يبدأ فيها الجزء التاسع مثلاً ؟
نقوم بعملية بسيطة
الجزء التاسع أي رقم تسعة
تسعة ناقص واحد = ثمانية
ثمانية ضرب اثنين = 16
ثم نضيف الرقم اثنين إلى يمين الرقم 16
فيصبح 162
هذا هو رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء التاسع..!

أكرر لكم مثال آخر:  
الجزء الواحد والعشرون
21 -1=20
20×2=40
نضيف اثنان يمين الرقم 40..
يصبح 402
الجزء الواحد والعشرون يبدأ في الصفحة رقم 402
حاولوا ذلك بأنفسكم..!

أرسلها لغيرك؛ لِتَعُمَّ الفائدةُ؛ 
تعلموها وعلموا أولادكم..!

لنوازن حياتنا حتى نستمتع بها ..!


ذهب سائح إلى المكسيك فامتدح الصيادين المَحليين في جودة أسماكهم ثُمَّ سألهم؟
كم تحتاجون من الوقت لاصطيادها ؟ فأجابه الصيادون بصوتٍ واحد :
" ليس وقتا طويلاً "فسألهم : لماذا لا تقضون وقتاً أطول وتصطادون أكثر ؟

فأوضح الصيّادون أن صيدهم القليل يكفي حاجتهم وحاجة عوائلهم !
فسألهم : ولكن ماذا تفعلون في بقية أوقاتكم ؟
أجابوا :
ننام إلى وقت متأخر ..
نصطاد قليلاً ..
نلعب مع أطفالنا ..
ونأكل مع زوجاتنا ..
وفي المَساء نزور أصدقاءنا ..
نلهو ونضحك ونردد بعض الأهازيج

قال السائح مقاطعاً :
لدي ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفرد وبإمكاني مساعدتكم !
عليكم أن تبدؤوا في الصيد لفترات طويلة كل يوم .. ومن ثم تبيعون السَّمك الإضافي بعائد أكبر
وتشترون قارب صيد أكبر ٠٠

سألوه : ثم ماذا ؟
أجاب : مع القارب الكبير والنقود الإضافية ..
تستطيعون شراء قارب ثاني وثالث وهكذا حتّى يصبح لديكم أسطول سفن صيد متكامل، وبدل أن تبيعوا صيدكم لوسيط ، ستتفاوضون مباشرة مع المصانع ، وربما أيضاً ستفتحون مصنعاً خاصاً بكم،
وسيكون بإمكانكم مغادرة هذه القرية وتنتقلون لمكسيكو العاصمة ، أو لوس أنجلوس أو حتى نيويورك !ومن هناك سيكون بإمكانكم مباشرة مشاريعكم العملاقة ٠٠

سأل الصَّيادون السّائح :
كم من الوقت سنحتاج لتحقيق هذا ؟
أجاب : حوالي عشرين أو ربما خمسة وعشرين سنة ٠٠
فسألوه : وماذا بعد ذلك ؟

أجاب مُبتسماً : عندما تكبر تجارتكم سوف تقومون بالمضاربة في الأسهم وتربحون الملايين ٠٠
سألوه في دهشة :
الملايين ؟ حقاً ؟
وماذا سنفعل بعد ذلك ؟

أجاب :
بعد ذلك يمكنكم أن تتقاعدوا
وتعيشوا بهدوء في قرية على الساحل تنامون إلى وقت متأخر ..
تلعبون مع أطفالكم ..
وتأكلون مع زوجاتكم ..
وتقضون الليالي في الاستمتاع
مع الأصدقاء ٠٠

أجاب الصياديون:
مع كامل الاحترام والتقدير
ولكن هذا بالضبط ما نفعله الآن ؛
إذاً ما هو المنطق الذي من أجله نضيع خمسة وعشرين سنة نقضيها شقاءً ؟


 همسة ..
كثير منا يستنزف طاقته وكل قواه .. ويهمل أهله وعائلته وصحته ..
بل يزهد حتى في أمر آخرته التي هي حياة البقاء ..
لأجل ترف زائل ..
يظن بأن هذا الترف الذي استنزف قواه .. سيمنحه السعادة ..
وما عسى أن تبلغ قيمة السعادة التي تأتي ..
إذا خارت القوى ..
وانقضى ربيع العمر ..
وخفقت عند رؤوسنا أجنحة الموت..؟
فإلى كل فرد منا ...
إلى أين تريدون الوصول في حياتكم...؟!

جميل أن نوازن حياتنا لنستمتع بكل ما فيها..!

لَيْسَ گل ما في خَوَاطِرُنَا يُقَالُ..!

جاء إلى رسول الله ﷺ رجل فقير من أهل القرية ... بقدحٍ مملوءةً عنباً يُهديه له.
فأخذ رسول الله القدح .... وبدأ يأكل العنب ...
فأكل الأولى وتبسَّم..
ثم الثانية وتبسَّم..
والرجل الفقير.. يكادُ يطير فرحاً بذلك ...
والصحابة ينظرون.. قد اعتادوا أن يشركهم رسول الله في كل شيء يهدى له ...
ورسول الله يأكل عنبة عنبة ...ويتبسَّم..!
حتى أنهى بأبي هو وأمي القدح
والصحابة متعجبون !!
ففرح الفقير فرحاً شديداً ...وذهب.
فسأله أحد الصحابة:  يارسولَ الله ... لما لم تُشركنا معك ؟!!
فتبسّم رسول الله ﷺ وقال:
قد رأيتم فرحته بهذا القدح ....
وإني عندما تذوقته ...وجدته مُرًا..!
فخشيتُ إن أشركتكم معي ... أن يُظهر أحدكم شيء يفسد على ذاك الرجل فرحتهُ.
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيم)
لَيْسَ گل ما في خَوَاطِرُنَا يُقَالُ..
وَلَيْسَ كُلٌّ ما يقال مَقْصُودٌ..
وَلَيْسَ كُلٌّ ما يكتب وَاقَعَ نَعِيشُهُ...
اِبْتِسَامَةٌ صَادِقَةٌ... وَقَلْبٌ نَظِيفٌ.. وَتَعَامُلٌ حَسَنٌ... وَنَفْسٌ مَرِحَةٌ. وَكَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ...
هَكَذَا تَعَيَّشَ جَمَالُ الحَيَاةَ.. فَكُنْ جَمِيلَ الخَلْقُ تَهْوَاكَ القُلُوبَ...

طبتم حيث كُنْتُمْ..!

من أنواع الـــقـــلــوب المذكورة في القرآن الكريم


 القلب السليم:
 وهو مخلص لله وخالٍ من الكفر والنفاق والرذيلة ﴿إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم﴾.

 القلب الوجل:
 وهو الذي يخاف الله عز وجل ألا يقبل منه العمل ، وألا ينجو من عذاب ربه. ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُون﴾.

القلب التقي:
 وهو الذي يعظّم شعائر الله. ذَلِكَ وَمَن ﴿يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾.

 القلب المهدي:
 الراضي بقضاء الله والتسليم بأمره. ﴿وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾.

 القلب المطمئن:
يسكن بتوحيد الله وذكره. ﴿وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله﴾.

 القلب المريض:
 وهو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق وفيه فجور ومرض في الشهوة الحرام. ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾.

 القلب الأعمى:
 وهو الذي لا يبصر ولايدرك الحق والإعتبار. ﴿وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور﴾.

القلب اللاهي:
غافل عن القرآن الكريم، مشغول بأباطيل الدنيا وشهواتها، لا يعقل ما فيه. ﴿لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾.

آلقلب الآثم: وهو الذي يكتم شهادة الحق. ﴿وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾.

 القلب المتكبر:
مستكبر عن توحيد الله وطاعته،جبار بكثرة ظلمه وعدوانه. ﴿ قلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾.

 القلب الغليظ:
وهو الذي نُزعت منه الرأفة والرحمة. ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾.

 القلب المختوم:
لم يسمع الهدى ولم يعقله ﴿وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ﴾.

 القلب القاسي: لا يلين للإيمان, ولا يؤثِّرُ فيه زجر وأعرض عن ذكر الله . ﴿َجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾

الـلـهـم ... انا نسالك عملاً يقربنا اليك الـلـهـم...
 اغفر لنا وارحمنا واعفو عنا واصلح نفوسنا ..
الـلـهـم...لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا وآتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا


البعض نحبهم ..!




  • جبران خليل جبران 
    البعض نحبهم
    لكن لا نقترب منهم ........ فهم في البعد أحلى
    وهم في البعد أرقى .... وهم في البعد أغلى

    والبعض نحبهم
    ونسعى كي نقترب منهم
    ونتقاسم تفاصيل الحياة معهم
    ويؤلمنا الابتعاد عنهم
    ويصعب علينا تصور الحياة حين تخلو منهم.
    والبعض نحبهم
    ونتمنى أن نعيش حكاية جميله معهم
    ونفتعل الصدف لكي نلتقي بهم
    ونختلق الأسباب كي نراهم
    ونعيش في الخيال أكثر من الواقع معهم

    والبعض نحبهم
    لكن بيننا وبين أنفسنا فقط
    فنصمت برغم الم الصمت
    فلا نجاهر بحبهم حتى لهم لان العوائق كثيرة
    والعواقب مخيفه ومن الأفضل لنا ولهم أن تبقى
    الأبواب بيننا وبينهم مغلقه...

    والبعض نحبهم
    فنملأ الأرض بحبهم ونحدِّث الدنيا عنهم..!
    ونثرثر بهم في كل الأوقات..
    ونحتاج إلى وجودهم .....كالماء ..والهواء
    ونختنق في غيابهم أو الابتعاد عنهم
    والبعض نحبهم
    لأننا لا نجد سواهم
    وحاجتنا إلى الحب تدفعنا نحوهم
    فالأيام تمضي
    والعمر ينقضي
    والزمن لا يقف
    ويرعبنا بأن نبقى بلا رفيق  


     
    والبعض نحبهم
    لان مثلهم لا يستحق سوى الحب
    ولا نملك أمامهم سوى أن نحب
    فنتعلم منهم أشياء جميله
    ونرمم معهم أشياء كثيرة
    ونعيد طلاء الحياة من جديد
    ونسعى صادقين كي نمنحهم بعض السعادة
    ********
    والبعض نحبهم
    لكننا لا نجد صدى لهذا الحب في
    قلوبهــم
    فننهار و ننكسر
    و نتخبط في حكايات فاشلة
    فلا نكرههم
    ولا ننساهم
    ولا نحب سواهم
    ونعود نبكيهم بعد كل محاوله فاشلة
    .. والبعض نحبهم ..
    .. ويبقى فقط أن يحبوننا..
    .. مثلما نحبهم..!




السبت، 28 مارس 2015

هوامش على دفتر النكسة

نزار قباني





أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
2
مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء
3
يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
4
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا
5
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
6
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
7
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...
8
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار
9
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
10
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ
11
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
12
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا
13
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...
14
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...
15
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
لكنهُ..
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...
16
نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ..
تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى...
17
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني..
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..
18
لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..
19
نريدُ جيلاً غاضباً..
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً..
مختلفَ الملامحْ..
لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..
لا ينحني..
لا يعرفُ النفاقْ..
نريدُ جيلاً..
رائداً..
عملاقْ..
20
يا أيُّها الأطفالْ..
من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..
ويقتلُ الخيالْ..
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...