الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

المتحوِّلون لا يختشون ..!




هشام يوسف‮   |  18-09-2011 22:50

استمرارًا للحديث عن الكائنات الطفيلية التي تسلقت حياتنا، وداست على جسد الوطن المستباح، ولم تُعر قضاياه اهتمامًا بقدر ما يُرمى إليها من فتات، دراهم معدودات..، هذا الفتات قد يكون دكانة صحافية ، أو برنامجًا تليفزيونيًا؛ أو تسهيلات وتشهيلات لرجال أعمال في وطن مستباحة أراضيه؛ أو تأهيله، ليكون واجهة اجتماعية مناسبة؛ أو رئاسة حزب، يستكمل الشو الإعلامي، وديكور أحزاب بير السلم! أو غيرها من العطايا الكثيرة(شيء لزوم الشيء!) التي أفسدت حياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية، والاقتصادية، استمرارًا لتواجد هذه الكائنات، يكثّف الإعلام الخاص، أو فضائيات رجال المال والإعلام، المعروف انتمائهم إلى الحزب المحظور، وفلوله، تسليط الضوء على أشباه الرجال، الذين لعبوا على جميع الحبال، واستطاعوا بمهارة أن يمسكوا العصا من المنتصف.. طوال النظام البائد، مرورًا بأيام الثورة، حتى الآن ..

هذه الكائنات الغريبة، المعروفة بالحنجورية، يتمثّلون زعيمهم، مواقف زعيمهم وقائدهم (الأستاذ)، الشبر بالشبر والقذة بالقذة، صاحب قعدة المصاطب إياها، الذي أثبتت حكاوي القهاوي إياها أنه لا يتحدّث سوى عن الأموات من الرؤساء والزعماء، والقادة...؛ ومن الطريف أنه في المرة الأولى التي تحدث فيها عن أحد الأحياء (المخلوع)، استدعته النيابة العامة، فتنصّل مما قاله، وألقى باللائمة على مَنْ نشر له الحوار!

هؤلاء الصحفيون، أغدق عليهم النظام من ذهب المعزّ الكثير والكثير؛ ليقوموا بدورهم المرسوم، دائمًا، معارضين أطراف النهار، وجلساء الوالي آناء الليل.. وفق سياسة: الرأي والرأي الآخر؛ وخالت مواقف هؤلاء على البسطاء والعامة، فاعتبروهم نموذج للمعارضين الشرفاء! بل وصل الافتتان بهم درجةً أن عدّوهم رموزًا وطنية...! سهّلوا للبعض منهم إصدار تراخيص لدكاكين صحافية وإعلامية، أسبوعية، لها سياستها النفعية التي أتخمت جيوبه، عبر الابتزاز الرخيص للشركات الوطنية، لصياغة عقود إعلانية، فضلاً عن مشاركة البعض منهم في مهازل أمن الدولة لتخريب أحد الأحزاب الصغيرة، التي هي في الأصل خربانة ! وفق سيناريو معلب، وجاهز، مشابه إلى حد كبير لما نفّذوه جيدًا في حزب العمل مستخدمين فنان معدوم الموهبة لمناهضة رئيسه الشرعي، المجاهد إبراهيم شكري، رحمه الله! ولم يردعه عن الاستمرار في موقفه إلا تعليمات من أمن الدولة!

فتحت لبعض هذه الكائنات عدد من الكنوز والخزائن، عبر المتاجرة بالقومية العربية، وعاش حينًا من الدهر على صدام حسين، ثم الرئيس (المخلول)القذافي، بدعوى مهاجمة الإمبريالية الغربية والعالمية، التي كانت ترعى مَنْ صنعوه على عينهم ! وأخذ يمرح هنا وهناك، ببرامج لدى فضائيات أصحابه رجال الأعمال المشبوهين، أو قنوات القذافي!

هذه العينة، من الصحافيين، والإعلاميين، تعوّدوا على الإبهار، والأضواء، شأنه، في ذلك شأن جميع المتحولين، استطاعوا إدارة أزمة الثورة ببراعة، وبسرعة لافتة للأنظار، وكثّفوا من هجومهم على رموز النظام البائد، بل وتوظيف ما في جعبته من معلومات، بحكم قربه من صنّاع القرار، وأمن الدولة، في تقديم الشكاوى للجهات القضائية، ضد المخلوع وزوجته، وأبنائه، وهم مَنْ هم في فكره وسياسته التحريرية قبل الثورة؛ وظّفت هذه الكائنات كل ذلك كطريق ممهّد لقلوب البسطاء من الشعب، وكمحاولة مكشوفة للتغطية على مواقفهم المشينة طوال الثمانية عشر يومًا للثورة المبهرة والنبيلة..

الأنكى والأشد إيلامًا هذه الأيام أن يظهر أحدهم بوصفه مؤرخًا، وموثّقًا لأحداث الثورة، وتقديم نفسه كـملهمه: (الأستاذ) الوحيد العالم ببواطن الأمور أثناء الثورة وفعالياتها.. وفي الوقت الذي ترفّع فيه أعضاء المجلس العسكري عن الخوض في الحديث عن أسرار هذه الحقبة من تاريخ مصر المجيد؛ رأينا أحدهم، كأستاذه يسرد حكايات وقصصًا مسلية للغاية، تغني عن التسالي بكيس لب سوبر ! عن علاقة المخلوع بالمشير، وعلاقة رئيس الأركان بهما، وعلاقة الوريث بالجيش، وتمجيد الأخير بعدما انطلى للجميع موقفه من الأول على مواقع اليوتيوب، في محاولة مكشوفة و(مهروشة)؛ عسى أن يحظى بالمكانة السابقة، التي سلبته منه الثورة !

بعد إعدام صدام وفرار الرئيس المخلول، وسقوط المخلوع، مازال المتحولون، يمارسون هواياتهم المرذولة، وبدأوا مبكرًا في تقبيل بيادات العسكر ..!

أيّها المتحولون، مَنْ اختشوا، ماتوا ..!

همسة:
لا خيرَ في ودِّ امرئ،(متحوّلٍ) **** يميلُ مع الريح حيث تميلُ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق