هشام يوسف | 23-09-2011 19:59
السطو أو السرقة التي أعنون لها مقالة اليوم، ليست سطوًا إلكترونيًا بطبيعة الحال، أو نوعًا من أنواع الهاكرز، الذين يقتحم لصوصه المواقع الإلكترونية والعبث بمحتوياتها، إنما أقصد المعنى الحرفي لها، السطو بالتوافق، أو السرقة التعاونية بغير إكراه، أونلاين (الخط المباشر)، وهو غير أونلاين، تلك التقنية المبهرة، التي تتيح عرض قواعد معلومات وبيانات إلكترونية في عالم الحواسيب الإلكترونية، وخوادمها، من خلال الاتصال عن بُعد من خلال شبكات الاتصال عن بُعد المرتبطة بالحاسبات الآلية لديها ولدى المستفيدين منها في جميع أنحاء العالم.
إنما الخط المباشر، الذي أعني هو ذلك الطريق السريع الذي يربط دمياط بالمنصورة ! وبعد أقل من ثلاثين كيلومترًا من ميناء دمياط الجديدة، حيث تدوس شاحنات النقل الثقيل(التريلات)، هذا الطريق صباح مساء، محمّلة بالحاويات المكتنزة بالخيرات المستوردة وعلى رأسها السلعة الاستراتيجية، المدعومة، التي عجزنا عن توفيرها، والاكتفاء الذاتي منها في بلادنا (القمح)..
الطريف في عملية السطو أو السرقة أنها تتم بالتعاون، دون إكراه، حيث تصبح مثل هذه السرقة حالة فريدة؛ إذ يعطي مَنْ لا يملك، إلى مَنْ لا يستحق إلا الرجم ! من عطايا الدولة المؤتمن عليها في طريقه، ما شاء له أن يعطي، من مال الدولة (السايب)، دونما رقيب وحسيب !
مسرح العمليات، الذي تتم، عليه دومًا هذه العمليات وحسب شهود العيان، الذين أعياهم استلاب موارد الشعب الاستراتيجية، عبر مجموعة من المسجلين الخطر، بالتعاون مع سائقي الشاحنات الثقيلة، مقابل دراهم معدودات ! – على الطريق المباشر، أو السريع نفسه، إذ حسب المجرمون إجراء اتصالاً بسائق الشاحنة، الذي يتجه جانبًا، حيث تقبع سيارة اللصوص، الصغيرة، ثم يأخذ السائق بتلابيب دلو كبير، ويقوم بكب كميات كبيرة اللازمة في حوض السيارة السفلى، حسب (المعلوم) المتفق عليه !
تتكرر هذه المسرحية الهزلية، في وضح النهار، كما في الليل المدلهم (بث مباشر)، سواء قبل الثورة أم بعدها سواء بسواء! وعلى مقربة أقل من خمسمائة متر مربع من نقطة تفتيش أمنية، القابعة في مدخل محافظة الدقهلية، قبل مدخل دمياط مباشرة، قد تكون هذه القوة الأمنية على دراية بمثل هذه المهمة، أو غضّت الطرف عن مثل هذه العملية الإجرامية، مقابل توظيف مثل هؤلاء المجرمين لتسهيلات، وتشهيلات في مناسبات أخرى!
هذا المشهد البائس، الذي رأيته بأمّ عيني، وانزعجت منه كثيرًا، كما الكثيرون من سكّان هذا المكان (الهادي)، والذي لا يأبه لغضبة الرب قبل العبد، ولا بتلسين المارة، أو موالسة الأمن لتكراره الكثير، قد يكون حلقة أولى أو وسطى في مسيرة الشاحنة حتى الوصول الآمن، بالطبع دون الغلال المسلوبة، إلا النزر اليسير، ذرًا للرماد في عيون المستلمين بمحاضر بالطبع وهمية لتطابق محاضر بعض سائقي الشاحنات، وليرحم الله موارد الوطن المستباحة ! كما يثير هذا المشهد في الوقت نفسه، علامات استفهام حول ضوابط الجودة والمراقبة للسلع المستوردة من حيث التسلُّم والتسليم؛ وترك عمليات التسليم نهبًا لقطّاع الطرق، وبعض سائقي الشاحنات الذين ماتت ضمائرهم وتوارت خلف النسيان!
تواصل مثل هذه العمليات القذرة، بعد الثورة يشي بأن الفساد لم يعد للرُكب، كما أطلق عليه، كبير سدنة المخلوع، بل وصل الفساد الزبى !، ويؤكّد بما لايدع مجالاً للشك أن الثورة لم تصل لهؤلاء المجرمين، الذين خانوا الأمانة، واستباحوها في عرض الطريق، وأن الفساد مازال متجذّرًا في تلافيف أمخاخ بعض الخونة من موظفي الدولة ..!
هذا بلاغ لمن يهمه الأمر، سواءً في ميناء دمياط الجديدة، لضبط جودة واردتها، وعدم انتهاء مهمة رجالها عند حدود تسليم البضاعة للشاحنات، بل بالمتابعة المستمرة، والتأكُّد بوصول الشاحنة، بشحمها ولحمها وغلتها ! وبلاغ في الوقت نفسه إلى رجال الأمن الشرفاء، الذين نأمل منهم الكثير، في المرحلة المقبلة من عمر الوطن، ليكونوا عونًا، وأبناءً مخلصين له، بأن يبادروا بملاحقة مثل هذه التصرفات الإجرامية، التي تنال من قوت الشعب الغلبان..، وتشكّل في الوقت نفسه، استنزافًا وهدرًا لموارد الدولة، ويبقى تفعيل القانون لمثل هذه العمليات أداةً لردع أمثالهم الذين، أدري أنهم قد اصطفوا في مكان آخر، ليأخذوا حصتهم (المعلومة) من مال الشعب السايب !
همسة: من أمن العقوبة، أساء الأدب ...! |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق