أولوياتك هى حياتك ..!

محمد سعد الأزهري

يُحكى أن أستاذاً جامعياً أراد أن يبين أهمية إدارة الوقت فكان أن أحضر إناءً وقطعاً من الصخور كبيرة فوضعها بعناية في الإناء ثم سأل الطلاب: هل امتلأ الإناء؟

فقال الطلاب: نعم. فقال: أأنتم متأكدون؟

ثم أحضر كيساً مليئاً بالحصيات الصغيرات ووضعها في الإناء فأخذت مكانها بين الفراغات الموجودة بين الصخور الكبيرة، ثم سألهم مرة أخرى إن كان الإناء قد امتلأ الآن؟ فقالوا: نعم.

ثم أحضر كيساً مملوءاً بالرمل فأفرغه في الإناء حتى امتلأت الفراغات بين الحصى الصغيرة. ثم سأل الطلاب: هل الإناء ملئ الآن؟

فكانت الإجابة بالنفي هذه المرة. فأحضر ماءاً فسكبه فيه حتى امتلأ تماماً. ثم التفت الأستاذ على طلابه قائلاً: ماهي الفكرة من وراء هذا المثال؟

فأجاب أحد الطلاب: إنه مهما كان جدول المرء مليئاً بالأعمال، فإنه يستطيع عمل المزيد والمزيد بالجد والاجتهاد. أجابه الأستاذ: هذه ليست الفكرة! هذا المثال يعلمنا أنه لو لم نضع الصخور الكبيرة أولاً لم يكن بإمكاننا وضعها أبداً، وأيضاً هي دعوة لأن تعرف ماهي الصخور الكبيرة في حياتك؟

الصخور الكبيرة هى أولوياتك المهمة كدينك وأسرتك وعملك ، والحَصَيات الصغيرة هى الأشياء الأقل أهمية والرمال هى الأشياء الثانوية فى حياتك كلون الشقة والسيارة وغير ذلك !

فلو أن إنساناً انشغل بالأمور الثانوية فوضع الرمال فى الإناء أولاً فالبطبع لن يستطيع أن يضع الصخور الكبيرة بعد ذلك ، وبالتالي فإن أولوياته الكبري أصبحت فى الدرجة الثانية بعد الأشياء الثانوية ، وهذا هو الذى أضاع الكثيرين اليوم !

فالدولة لها أولويات والمجتمع له أولويات والأسرة لها أولويات والفرد له أولويات

وعدم وضوح هذه الأولويات عند هذه القطاعات فهذا معناه أننا نتراجع إلي الخلف !

ليس هذا وفقط ، بل نحن أحياناً نعكس الأمر ، فبدلاً من أن تكون المعرفة وامتلاك أسباب العزِّة والرِّفعة هى الأولويات بالنسبة لنا ، أصبح الاستبداد والعشوائية والاتكالية وتقديم المصلحة على القيم من الأولويات بالنسبة لقطاع لا بأس به فى المجتمع !

وبالوقت تزداد قوة الدولة المستبدة والهشّة والفقيرة على الناس المعدمين !

وبالتالى يزداد الضعف والتراجع وتكون النتيجة : أننا نعيش فى وسط الرمال المستقرة مدة من الزمن ثم نفاجأ بأنها قد تحركت وابتلعتنا جميعاً لأننا لم نأخذ بالأسباب لمعرفة صلاحية المكان المتخلِّف الذى نقف عليه !!

مرة أخرى : أولوياتك هي حياتك فإما أن تُحسن التعامل معها وإما أن تعيش حياتك بالعرض !!