| |
الأربعاء، 28 سبتمبر 2011
هل يُعاد إنتاج نظام المخلوع..؟!!
سطو أونلاين.. وبثّ مباشر!
| |
المتحوِّلون لا يختشون ..!
|
الجمعة، 16 سبتمبر 2011
لنع جيدًا سبوبة التحرير ..!
هشام يوسف | 16-09-2011 04:15
قامت الثورة، لإسقاط نظام اجتماعي ظالم، رأسه فاسد،عُرف بعناده وصلفه للحيلولة دون تطلعات شعبه؛ وتغيير حكومة أكثر فسادًا. وهدم سدنة هذا النظام المنافقون، والموالسون، الذين عُرفوا بالطبقة الطفيلية، الذين نظّروا للانتهازية السياسية، والاقتصادية، والإعلامية، والفكرية و الثقافية..، وطالما وظّفت مصالحها، وربطتها بهذا الفساد المستشري..، بل ربطت بقاؤها ببقاء النظام البائد.. وراهنت بغباء شديد منقطع النظير على ذلك، وما موقعة الجمل عنّا ببعيد !
الثورة إذن قامت لتهدم المعبد على رؤوس كهنته وسدنته وأصحابه، وتنقل السلطة من أيدي هذه الطبقة المتسلّطة، إلى أيدي طبقة أخرى مسؤولة، صاعدة لم تلوثها البيئة الفاسدة البائدة، وإن تأثّرت سلبيًا بما حدث ولذلك ثارت عليه؛ انتزاعًا لحريتها، وتحقيقًا لأهدافها المبتغاة: عيش؛ حرية؛ كرامة إنسانية..
وقد شكّلت جُمع الثورة، اللحظة الأكثر حرجًا، وحِدةً في الصراع: صراع البقاء من أجل السلطة، وصراع الخلاص من هذا الوباء المتسرطن الذي تمدّد على جسم الوطن طوال ثلاثين عامًا .. وبفضل من الله، ثم دعم من قواتنا المسلحة، التي تعهّدت منذ البداية بعدم الاعتداء على هذا الشعب العظيم، وتفهّم مطالبه العادلة؛ تحقّقت الكثير من مطالب الثورة المهمة، وتأتي المطالب الأخرى تباعًا..
وبالرغم من هذه الثورة المباركة، بتضحياتها النفيسة، ودماء شهدائها الزكية، لم تتوارى هذه الطبقة الطفيلية، النفعية، وهي طبقة، معروفة، تحمل كل أرخبيل الصاخب، من رجال الأعمال المشبوهين، فلول الحزب الوطني المحظور؛ مرورًا بسياسيين، وعلماء دين إسلامي ومسيحي على السواء ! وصحافيين، وإعلاميين، ومثقفين مقرّبين إلى القصر- هؤلاء المعبّرون عن النظام السابق، قد طلّوا برؤوسهم من جديد، عبر برامج وفضائيات وأحزاب ليبرالية، وشركات إعلامية مغسولة ماليًا ..، وهم أنفسهم الذين يتأهبون الآن للقفز على الثورة، والسطو على مكتسباتها، ابتداءً من تحقيق سياسة وضع العراقيل، انتهاءً بنقل عدوى التمويل الأجنبي إلى بعض الثوار الشباب، مرورًا بعسكرة الثورة، وتحريض بعضهم على العنف؛ واستنساخ جيل جديد، وتدريبهم على كل أشكال الفساد التي مارسها هؤلاء مع النظام السابق ..!
مؤخرًا، ركب هؤلاء موجة الثورة، باعتبارهم وطنيين، مخلصين وأحرارًا، فتحركوا في جمعة تصحيح المسار السابقة على أكثر من ميدان لإحداث جلبة مفهومة؛ تنذر بفوضى عارمة، وغير خلاّقة لا تبقي ولا تذر، لا سمح الله تعالى؛ لمحاولة تأجيل استحقاقات الثورة، وإطالة أمد الحكم العسكري، ثم إعادة عجلة الزمن إلى الوراء .. وكأن شيئًا لم يكن!
ليحذر شباب الثورة الواعي،من محاولات التغرير بهم، والسير في مخطط الفلول الطفيليين، الذين عادوا من جديد عبر فضائيات، وصحف، وأحزاب معروفة، تتاجر بميدان التحرير، معتمدين على سماحة الشعب المصري، والرهان دائمًا على فضيلة النسيان ! واستخدامهم مخالب قط في إحداث فوضى وتخريب وحرق وسلب ونهب، كما ظهر ذلك في النسخة التجريبية مساء جمعة تصحيح المسار !
وتبقى كلمة أهمس بها في أذن ثوارنا: لتبقَ شعلة ثورتنا، سلمية متوهجة، بالتظاهر المبدع الخلاّق، الذي أبهر العالم طوال ثمانية عشر يومًا ..، ولتعملوا جميعًا على إعادة روح التحرير بإعادة اللحمة الوطنية للشعب بجميع أطيافه، فأنتم مَنْ تستطيعون قلب الطاولة في وجه الجميع، سواءًا كان طفيليي النظام السابق أم متربّص خارجي للالتفاف على ثورتنا المبدعة ..
التاريخ ينبئنا أنه لا يمكن لأية ثورة أن تحقّق انتصارًا حقيقيًا على الأرض، ما لم يتم تأسيس نظام جديد، يرتكن إلى هذه الطبقة الثائرة، القادرة على لملمة أشتات الأغلبية الصامتة حولها ..!
تابعوني على تويتر:
https://twitter.com/#!/heshamyousuf
تابعوني على تويتر:
https://twitter.com/#!/heshamyousuf
الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011
لسنا قطيعًا من الهمج ..!
|
رابط المقال في صحيفة (المصريون):
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=77364
الجمعة، 22 أكتوبر 2010
انطباعات عن الشخصية السعودية (1)
هشام محمود يوسف
فعل الكتابة الاجتماعية، الراصدة، أو الناقدة، أو حتى تلك المستطلعة، من أهم الأفعال الكتابية؛ بل وأصعبها، التي يجب أن تؤخذ باهتمام؛ وينصت لها الجميع بعناية فائقة، فعندما ترى مجتمعًا ما من خلال أبعاد تحليلية؛ فإنك لامحالة، ستبصر الحقيقة بأمِّ عينيك دون التحدث عنها فقط.
والكتابة عن قضايا المجتمع وطبيعته ليست جانبًا سلبيًا محضًا مهما كانت مفعَمة بالسلبيات أو غيرها، بل كلما كان المجتمع أكثرَ وضوحًا في قيمه وثقافته المتبادلة بين مواطنيه؛ دلَّ ذلك على واقع هذا المجتمع ووضوحه دون رتوش..، وكلما كان المجتمع يصعب فهمه كان ذلك دليلاً على ازدواجية خطيرة بين أنساقه الثقافة الاجتماعية..
وفعل الكتابة إذا صدر عن راصد ليس من رعايا ذلك المجتمع، مثل انطباعات المقيمين فيه، والزائرين له؛ تزداد أهميته؛ ففي علم الإنسانيات والاجتماعيات، يعدُّ الغرباء هم جماعة الاستبصار الذين يمنحون الباحث المعلومات والانطباعات الحقيقية عن المجتمع بحكم أنهم لم يكتشفونه بعد؛ وأحيانًا اقترابنا من اللوحة قد يحجب بعض تفاصيل الرؤية الجيدة، ومن هنا تأتي مسافة البعد مهمة لتتضح الرؤية.
وهكذا فعلت في تحرير هذه الجزئية عن الشخصية السعودية المعاصرة التي يمثّل الحديث عنها أهمية بالغة؛ في وقت يشهد فيه المجتمع السعودي تغيّرات مهمة وطفرة أخرى اقتصادية غير تلك التي حدثت في مطلع عقد التسعينيات الهجرية /السبعينيات الميلادية وباتت هذه ا لتغيّرات مثار نقاش على كل المستويات .. و الوعي بهذا التغيّر الذي أصاب الشخصية السعودية كفيل بأن نتلّمس الأزمة التي يعيشها مجتمعها، التي لم تعد مجرد مشكلة على مستوى الفرد بل تجذرت وازدادت عمقًا ..
ثمة حقيقة لابد من تجليتها وكشفها؛ وهي أنني أكن ودًا وحبًا كبيرين لهذا الكيان المسلم والعربي الكبير..المملكة العربية السعودية ؛ حتى لا يُفهم هذا العمل المتواضع خطأً؛ ويبدو بعيدًا عمّا أردتُ أن يظهر عليه من تقديم صورة مفصّلة للشخصية العربية السعودية دون مجاملة كما عايشتها، وكما لامستها، وهي صورة بالطبع بشرية ! ودعونا نتعامل معها على أنها من الكائنات البشرية التي تصيب وتخطيء! وتجد وتلهو ! بل وتأكل وتمرض، وتمشي في الأسواق وما أكثرها!
ولنكن موضوعيين في ا لحديث عنها حتى لا تحتمل أكثر مما تحتمله ؛ فعدم الحديث عنها بهذا الشكل في زعمي قد سبّب لها بعض المشكلات التي ثارت في جنبات الإعلام الدولي..؛ فهي إذن شخصية بها قدر من الإيجابية و بها قدر أيضًا من السلبية.. ولعل الله تعالى يوفقني في رصد كل منها على حدة بحياد دون شطط.. وتجريح أو نيل من أحد..؛ فهي قراءة للمجتمع الذي عشتُ فيه ردحًا من الزمن ـ وأتمنى له كلّ خير وازدهار.
إنني أومن ـ ومازلت ـ أن المجتمع السعودي في العقد الأخير كان أكثر المجتمعات العربية والإسلامية التي تعرّضت للظلم البيّن خارجيًا ؛ كما كان ضحيةً لأحداث مؤلمة داخليًا؛ فتعرّض مواطنوه لأحداث إرهابية راح ضحيتها المئات من الأبرياء من المواطنين والمسلمين والعرب والمستأمنين بغير وجه حق ..
لقد تعاملتُ بحكم عملي الإعلامي في المملكة مع شرائح مختلفة من المجتمع السعودي .. علمائه ونخبه؛ والسواد الأعظم لأكبر من هذا المجتمع العربي المسلم..؛ فألفيتهم مجتمعًا ودودًا بشوشًا هاشًا، باشًا، متدينًا؛ يحرص كل الحرص على أن يلم بأساسيات العلم الشرعي الذي تقوم بها شؤون حياتهم وتعاملاتهم.. يتحرّى معظمه الحلال وإن وجدتَ بعض الملاحظات عليهم! و لكن الخير ستجده في الغالبية منهم.. يُكِنون للعلماء وطلبة العلم الشرعي كل احترام وحب وتقدير؛ ويعدونهم قدوتهم ؛ فلاعجب من أن تراهم دائمًا يتحرون سؤالهم في كل ما يُشكل عليهم من أمور دينهم .. ويسعون دائمًا إلى التجمّل في الأعمال حتى تصل إلى درجة التمام وإن اختلفوا في درجات التدين أو دركات الانخراط في الملذات!
كان للحوار الوطني مفعول السحر في المجتمع السعودي؛ إذ فتح آفاقًا واسعة للقضايا والموضوعات محل التناقش والتدارس والتحاور و التباحث والتواصل والتفاعل مع الآخر المحلي والإقليمي والدولي؛ وكان من آثاره المتفتحة الكبرى انطلاق الرؤى الوطنية التي قدّمت آراء ناقدة، مقوّمة لمسيرة الشخصية السعودية؛ ولعل ذلك من الأسباب التي شجعتني على تسويد هذه الصفحات جنبًا إلى جنب مع ظهور بعض الظواهر السلبية خصوصًا في الأجيال اللاحقة، ومنها سمة السلبية واللامبالاة وتضخم (أنا) التي ضجت بها الشخصية السعودية بشكل واضح، تعكسه المواقف اليومية في الحياة السعودية: أماكن العمل وفي الشوارع ناهيك عن رحلاتهم السياحية..
مؤتمرات الحوار الوطني الثمانية وربما التسعة ـ كانت فرصة مناسبة لتدشين أول قاعدة ثقافية يمكن الانطلاق منها نحو صياغة خطاب ثقافي وطني؛ وتخفيف حدة التمظهرات الثقافية الخاصة. ولكن رويدًا رويدًا سرعان ما أن تحوّلت إلى ساحة لاستعراض الثقافات الخاصة وليس لالتقائها فضلاً عن الاتفاق على الحد الأدنى بين رعاتها من أسس خطاب ثقافي وطني مشترك..؛ فقد عاد رعاة الثقافات الخاصة من المؤتمرات وهم أشد التصاقًا بالذات الثقافية الخاصة، سوى بعض التعبيرات المبهمة، والمتوهمة وذات الصبغة الدبلوماسية بحسب مقتضى حال الحوار الوطنى! والتي تبعث ـ أي تلك التعبيرات ـ مجرد إشارات اطمئنان خافتة وفي بعض الأحيان غامضة.
ربما كان مطلوبًا إلى مركز الحوار الوطني أن يولي ضمن استهدافاته الرئيسة اهتمامًا بتنشئة خطاب ثقافي وطني، لا أن يكون مجرد إطار لملتقى الفرقاء. فما خطط له المسؤولون عنه لإشاعة ثقافة وطنية ربما لم تثبت النتائج العملية نجاحها، والسبب في رأيي أنه قد يعزو إلى توهُّج بعض الثقافات الخاصة فضلاً عن أن الثقافة السعودية ـ إن جاز هذا التعبير - لم تكن تمتلك مقومات حقيقية؛ فقد أعيد طلاء الخطاب الثقافي التقليدي بلون سعودي فحسب!
لذلك رأيت أهمية أن أعزِّز رأيي بشواهد من كتّاب ومفكرين سعوديين أنفسهم حول هذه الشخصية المحيّرة.. مبتدئًا بمفهوم الشخصية السعودية والتغيّر الذي طرأ عليها؛ فمن الثابت أن الملامح العامة للشخصية السعودية التي ميزتها لفترات طويلة قد طرأ عليها تحولات متنوعة ـ إلى حد كبير ـ ألقت بظلالها عليها بالرغم من وجود جهود متناثرة هنا وهناك بذلت لرصد بعض جوانب هذا التغيّر في ظل غياب خطة عامة موجهة لهذا التغيّر الحادث في هذه الشخصية؛ وبالتالي في المجتمع السعودي من هنا تتجلّى أهمية وضع استراتيجية لتوجيه التغيّر في المجتمع السعودي نحو التحديث وإقامة مجتمع المعرفة..
ومن هنا حدّثت نفسي في تناول هذا الموضوع الشائك الذي قد يحدث جدلاً واسعًا ولكنه في الأخير جدل إيجابي؛ فحسبه محاولةً الاقتراب من الشخصية السعودية المعاصرة، وما تتعرّض له من عوامل مؤثّرة في ظل الظروف المحيطة.. مذيلاً إياه بآليات الضبط الاجتماعي. فقد تثار أسئلة بعينها: لماذا الشخصية السعودية؟ وماذا عن العروبة؟ وما الشخصية السعودية؟ والاهتمام بهذه القضية وإثارة الأسئلة بشأنها أمر إيجابي؛ يبشّر بأنها بدأت تأخذ بعضًا من الاهتمام وإن كان ليس بالقدر الذي تستحقه؛ فهي شخصية لا تحتاج إلى تعديل بقدر ما تحتاج إلى السعي لاستعادتها وإنقاذها من ممارسات دخيلة أحيانًا على أصالتها؛ ما يعني أن المطلوب: فهم الشخصية السعودية الأصيلة ودعم إيجابياتها وصقلها وإزاله الغبار الذي ترسَّب عليها والصدأ الذي لحق بها؛ فستر بهاءَها ذلك الذي عُرفت واشتهرت به؛ ما أعطى انطباعا خاطئًا عن جوهرها ومقوماتها الإيجابيه الدفينة فيها؛ وهي مقومات تبرز للسطح دائمًا وقت الأزمات والمحن ثم سرعان ما تتوارى بعد ذلك! .. وإني من المؤمنين بأصالتها رغم ما يصيب النفس من الإحباط أحيانًا بفعل الممارسات المكتسبة عليها !
فلا أعتقد مثلاً أن هذا القلق أو هذه التساؤلات المشروعة حول ما حدث للشخصية السعودية أو الحال الذي آلت إليه كان أكثر إلحاحًا منه اليوم من أي يوم مضى! والأسباب ليست خافية أو عصيّة؛ فالعالم كله يتأثر ببعضه وتجتاحه تيارات معينه تفرض نفسها بأساليب متنوعة والسعودية كوطن في موقع وفي موقف يجعلها أقل مقاومة أمام المتغيّرات والإغراءات والضغوط!!
و الاعتزاز بالشخصية السعودية هو جزء من الاعتزاز بالأصالة السعودية والتراث العربي الأصيل على مدى مراحله؛ وهو سلاحها في خضم كل ما يجرف العالم الآن من تغيّرات فكرية وسلوكية تتهدد الجميع؛ ما قد تفقد بها البشريه تنوعها المبدع؛ والخلاَّق الذي يستمد منه الكون قوته وتوازناته !
الشخصية السعودية شخصية أصيلة ؛ وفي كثير من الجوانب فريدة..الحفاظ عليها مسؤولية إسلامية؛ وعربية؛ ووطنية؛ وأخلاقية... وهي تأثرت في الفتره الأخيرة أكثر ما تأثَّرت عبر العقود الماضية؛ وذلك لأسباب كثيرة : دولية واقتصادية وسياسية... واليوم يبدو أن الشخصية السعودية والسلوك السعودي عمومًا أصبح مزيجًا من الثقافة الغربية وعلى الأخص الأمريكية في قشورها ومظاهرها وليس في مزاياها كمصادر قوتها والثقافة النفطية في قيودها دون إمكاناتها !
إنَّ الشخصيه السعودية التي استوعبت سائر مخرجات الحضارات التي لم تخطفها أي منها بل تواصلت معها تتأقلم ولا تتبدل .. تتأثّر دون أن تذوب فيها.. وهو أمر يعدُّ في حد ذاته علامة من علامات الأصالة التي أشرت وقلت عنها: إنها شخصية أصيلة..؛ فبقي لديها إلى اليومَ بصمات ولمحات وخصائص وسمات قد تصل بين اليوم والماضي السحيق.
والقضايا التي تثيرها مسألة الشخصية السعودية تتمثّل في العوامل الدينية ؛ والجغرافية؛ والتاريخية؛ والسياسية؛ والاقتصادية؛ والطبيعية؛ والاجتماعية؛ والثقافية؛ التي أثّرت في تكوينها؟ وما سماتها ومزاياها، كما بلورتها هذه العوامل؟ ثم ماهية العلاقة بين الشخصية السعودية أي الخصوصية الوطنية والعربية؟ هل هي علاقه تصادم وتنافس أو تعايش وتعاون؟
يُتبع ........
للتواصل: mohry2008@gmail.com
الاثنين، 11 أكتوبر 2010
هل يحتل الكتاب الإلكتروني مكان الكتاب المطبوع ؟!
إشكالية إحلال الكتاب الإلكتروني محل الكتاب المطبوع تصطدم بعقبة كأداء، تجعل مناقشتها من الصعوبة بمكان؛كون الأجيال المشغوفة بالكتاب المطبوع منحازة له ، وهي تمارس الكتابة له وعنه، أما الجيل الجديد المتجه إلى الكتاب الإلكتروني- إن صحت هذه التسمية- تعمل في مجاله وتدور في رحاه؛فتراها تتحمس له، ولا تكتب إلاعنه؛إذن نحن أمام جيلين قد يكون بينهما هوة متسعة، وما من علاقة تربط بينهما؛ لذلك هذه القضية يعوزها جيل محنك قادر على أن يكون له رؤية مستقبلية، وجيل حديث قادر على ألا يقطع صلته بالماضي والتراث.
وثمة تساؤل يحِّير الجميع :هل انقضى عصر الكتاب المطبوع على الورق؟ وهل بدأ عصر جديد تعتمد فيه القراءة على الكمبيوتر فحسب؟ التساؤل من هذه الناحية يعتمد على ثقافة الصراع لا الحوار،والإقصاء لا التفاهم والإبعاد لا التقارب؛فلماذا لا نعمل على أن يعيش الكتابان معاً جنباً إلى جنب، يعطي كل منهما الآخر، دون صراع أو منافسة أو اصطدام أو حتى إقصاء ؟!
لانشكك في أن التقدم المذهل والمتسارع في مجال الحاسب الآلي والبرمجيات والإلكترونيات يجعلنا قبالة عصر حديث ومتطور..،يثور على مطبعة جوتنبرج؛لتعتمد القراءة من ثم َّ على الشاشة الفضية الصغيرة، مبشرًا بانتهاء المكتبات العملاقة، وإن بقيت فسوف تصبح كتبها في حيز ضيق، توضع فيه اسطوانات مسجلة عليها آلاف الكتب، ويستطيع « القارئ» أن يتعامل معها في براعة ودقة، مستغنياً عن الأوراق، مكتفياً بما يمنحه إياه الحاسب الآلي، عارضاً المادة بشكل جديد، وبأسلوب يتفق مع هذا الجهاز، فضلاً عن استخدام السيناريو والرسوم.. ؛فقد يكون هذا التغيير ـ مثل أي تغيير ـ للأفضل أو للأسوأ.
فنحن نرفض أن يلغي هذا الجيل ما سبقه من أجيال ونقصي ملامحه ومفاهيمه؛فلكل عصر ملامحه ومفاهيمه ولابد أن يكون هناك تواصل واستمرار ومساعدة ومناولة في إطار يضمن ديمومة الحركة الثقافية والاجتماعية برمتها،وعلى الرغم من هذه الثورة التقنية الكبرى وبروز الكتاب الإلكتروني مناطحًا غريمه المطبوع؛ إلا أنني أجزم بأن الكتاب الإلكتروني لن يمكن أن يحل محل الكتاب الورقي المطبوع؛لكونه آلة تفتقد إلى التخاطب والتواصل ؛لن تعوّض معها متعة القراءة ،إذ الكتاب الورقي معروف عنه التواصل والحميمية بينه وبين قارئه؛فيستغرق الأخير معه و يستشعر رؤية المبدع،ويتسع خياله آفاقًا وأبعادًا أرحب ؛فهو الوسيلة المثلى لاستشعاره خيال المتلقي وتحفيزه نحو الإبداع..وهذا ليس انتقاصًا من دور الكتاب الإلكتروني الذي أتصور أنه له دور مهم جدًا باعتباره حافظًا للتراث العربي والإسلامي والإنساني؛وهذا شيء مهم ومطلوب حاليًا؛فبعد أن كنا نحتفظ بسجلات ومجلدات تملأ غرفًا ومستودعات؛باستطاعتنا الآن حفظ (500) مليون مجلد على أسطوانة مدمجة واحدة،وعربيًا كما هو عالميًا الكتاب الإلكتروني ،مازال عاجزًا على تقويض دور الكتاب الورقي الذي يمثّل أقدم وسيلة معرفية ...
ولكن ماذا عن المستقبل؟ في المستقبل يمكن لكل شيء أن يتغير لكن أي تغيير عندنا نحن العرب ،يبقى في إطار عاداتنا وسلوكنا،وهذا ينطبق على علاقتنا مع الكتاب أيضًا ؛إذن الكتاب باق،وهذه مسؤوليتنا كناشرين وكتَّاب ووزارات ومؤسسات معنية بالهم الثقافي والمعرفي ..
ومهما تعددت وسائط المعرفة وأوعية القراءة ووسائل المعلومات فستظل هناك حاجة إلى الكتاب الورقي الذي سيظل متوجًا على قمة الهرم المعرفي؛ومن الصعوبة بمكان أن يبعده أو يقصيه الكتاب الإلكتروني من مكانه أو يعيق مواصلة المسيرة في نشر المعرفة والوعي وتبادل الثقافات ،ورصد الحضارات ومعطياتها الإنسانية..أجزم بذلك بالرغم من كل الدلائل والمؤشرات التي توالت من الدول الغربية عن اختفائه وإحلال الكتاب الإلكتروني مكانه!
وبالرغم من التبشير بأننا سنعيش قريبًا عالمًا بلاورق ومكتبات بلاحوائط،وبالرغم مما وصل إليه عالمنا العربي من تطور في هذا المجال ،حيث ينشر به سنويًا أكثر من (2000) كتاب إلكتروني جديد ؛و أكثر من (100000)مائة ألف صفحة جديدة على الإنترنت؛فإن الإحصاءات لاتعضد هذه التنبؤات والمؤشرات والدلائل؛ففي العالم هناك (1,000,000) مليون كتاب ورقي ،يصدر سنويًا ويطبع منه مليار نسخة بالإضافة إلى(5000,000)ملايين دورية تصدر بأكثر من مليار نسخة وفي العالم العربي وحده (140) صحيفة يومية تطبع منها (10,000000)عشرة ملايين نسخة وحتى في الدول الغربية وأمريكا التي تعد من أولى دول العالم في النشر الإلكتروني ؛ نجد أن هناك زيادة مطردة ومحمومة في ارتفاع أرقام المبيعات حيث وصلت إلى أكثر من (60) بليون نسخة..ومن خلال تجاربنا ورصدنا نستطيع أن نؤكد أن الكتاب المطبوع مازال الطلب عليه أكبر بنسبة أربعة أضعاف الكتاب الإلكتروني،وهذا الواقع مدعوم بتاريخ القراءة،حيث مازال الكتاب أهم أداة للوصول إلى المعرفة والثقافة..
وإجمالاً يمكن القول : إن الكتاب الإلكتروني هوحصيلة التقدم العلمي تفنيًا في السياق العام للتطور الإنساني،وما ينبغي علينا هو الاستفادة من هذا التقدم وتطويعه لخدمة أغراضنا المعرفية والعلمية والبحثية..ومع هذا فإن مكانة الكتاب الورقي تبقى محفوظة؛لأن الكتاب لايعوض رغم ما تقدمه الإنترنت والوسائل التقنية الحديثة من أدوات للبحث وتتيح السرعة في التناول والاستفادة من المعلومة،ومع كل مايدور هنا وهناك في وطننا العربي من تعليقات وتخوفات من الزحف الخطير لهذا الجديد؛فينبغي ألا تخيفنا التقنية بل نحث أبناءنا على الأخذ بها وعلى النهل من القراءة أيضًا بتوفير كتب المطالعة وأن نسهل عليهم سبل الذهاب إلى دور المكتبات والمعلومات والتثقيف والترفيه المفيد جنبًا إلى جنب مع تعويدهم على حب الكتاب ونمد إليهم جسرًا عاطفيًا بينهما؛لأن تربية الطفل والنشء على القراءة هو جزء أصيل من حماية التراث؛فحينما نحقق ذلك لانخشى حينها على الطفل باتصاله بعالم المعلوماتية وبالتالي تتبدد المخاوف وتصبح النظرة إلى التطور العلمي إيجابية وليس كما يراه البعض اليوم صراعًا بين قديم وجديد..!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)